تُعَدّ تسوّسات الأسنان من أكثر المشكلات شيوعًا في طب الأسنان الحديث. إذا لم تُعالج، فقد تؤدي إلى الألم وفقدان السن. الهدف من علاج التسوس هو تنظيف الجزء المتسوس من السن ثم ملء الفراغ الناتج بمادة قوية لاستعادة وظيفة السن. في هذه المرحلة، يظهر حشو الأملغم كأحد الطرق الكلاسيكية ولكن ما زال فعّالاً في طب الأسنان منذ سنوات طويلة.
ما هو حشو الأملغم؟
يُعرف حشو الأملغم بين الناس باسم “الحشوة الفضية”. ويتكوّن من مزيج من الفضة والقصدير والنحاس والزئبق. عند وضع هذا المزيج في تجويف السن، يتصلب بسرعة ويُعيد للسن قوّته السابقة.
وبفضل العناصر المعدنية في تركيبه، فإنه شديد المتانة. ويُظهر مقاومة عالية لقوة المضغ، خصوصًا في الأسنان الخلفية (الضروس). لذلك، ما زال العديد من أطباء الأسنان يستخدمونه بثقة في حالات التسوس الكبيرة.
كيف يتم عمل حشو الأملغم؟
عادة ما يُنجز علاج حشو الأملغم في جلسة واحدة. قبل البدء، يقوم طبيب الأسنان بتنظيف الجزء المتسوس من السن وتعقيم المنطقة جيدًا. بعد ذلك، تُخلط مساحيق المعادن مع الزئبق لتكوين عجينة تُسمى الأملغم. تُوضع هذه العجينة بعناية داخل التجويف، ويتم تشكيلها لتتناسب مع شكل السن الطبيعي.
يتصلب الحشو خلال فترة قصيرة، مما يعيد للسن وظيفته الطبيعية. وفي النهاية، يقوم الطبيب بفحص الارتفاع أثناء الإطباق ويقوم بتنعيم سطح الحشو وتلميعه. وتستغرق العملية عادة ما بين 30 إلى 40 دقيقة.
مميزات حشو الأملغم
تُعتبر حشوات الأملغم من العلاجات التي أثبتت فعاليتها لسنوات طويلة. أهم ميزاتها هي الصلابة والمتانة. فهي تحافظ على شكلها حتى في المناطق التي تتعرض لقوى مضغ قوية لسنوات عديدة.
كما أن مدة تطبيقها قصيرة ويمكن استخدامها حتى في البيئات الرطبة بنجاح. لذلك، فهي مناسبة للأطفال أو الأشخاص الذين يجدون صعوبة في إبقاء أفواههم مفتوحة لفترات طويلة. كما أن تكلفتها أقل مقارنة بأنواع الحشوات الحديثة الأخرى.
عيوب حشو الأملغم
مثل أي علاج آخر، لحشوات الأملغم بعض العيوب. أكثرها وضوحًا هو من الناحية الجمالية، إذ أن لونها رمادي معدني، لذا لا تُستخدم عادة في الأسنان الأمامية بل في الخلفية.
كما أن المعادن تنقل الحرارة، مما قد يؤدي إلى حساسية مؤقتة عند تناول أطعمة أو مشروبات ساخنة أو باردة، لكنها تختفي خلال أيام قليلة.
يقلق بعض المرضى من وجود الزئبق في الحشو، ولكن كمية الزئبق المستخدمة في طب الأسنان قليلة جدًا ومتصلة كيميائيًا مع المعادن الأخرى، لذا فهي لا تشكل خطرًا على الأشخاص الأصحاء.
كم يدوم حشو الأملغم؟
عند تطبيقه بشكل صحيح، يمكن أن يستمر حشو الأملغم لمدة تتراوح بين 10 إلى 15 سنة، وأحيانًا حتى 20 سنة. تعتمد هذه المدة على موقع السن، ومستوى نظافة الفم، والعادات الغذائية، وعادة صرير الأسنان.
بفضل الفحوصات الدورية عند طبيب الأسنان، يمكن لحشوات الأملغم أن تؤدي وظيفتها لسنوات طويلة دون مشاكل.
هل حشو الأملغم ضار بالصحة؟
بسبب احتوائه على الزئبق، يثير حشو الأملغم بعض المخاوف من كونه ضارًا، ولكن الهيئات الصحية الدولية تؤكد أن كمية الزئبق المستخدمة في حشوات الأسنان آمنة تمامًا.
فالزئبق في الحشو يتحد مع المعادن الأخرى ليشكل مركبًا ثابتًا لا يطلق زئبقًا حرًا يمكن أن يؤثر على الجسم.
ومع ذلك، يُفضَّل في حالات الحمل أو الرضاعة أو لدى الأطفال الصغار استخدام أنواع أخرى من الحشوات.
ولا يُنصح بإزالة الحشو القديم لمجرد احتوائه على الزئبق، لأن عملية الإزالة نفسها قد تطلق بخار الزئبق. يجب استبداله فقط إذا كان متشققًا أو تالفًا أو يُسبب تسربًا.
حشو الأملغم أم الحشو المركب (الكومبوزيت)؟
يُحدد نوع الحشو المناسب بناءً على موقع السن وحجم التسوس ومتطلبات المريض الجمالية.
| المعيار | حشو الأملغم | الحشو المركب |
| اللون | رمادي معدني | بلون السن |
| المتانة | عالية جدًا | متوسطة إلى عالية |
| مدة التطبيق | قصيرة | أطول |
| الجماليات | ضعيفة | ممتازة |
| منطقة الاستخدام | الأسنان الخلفية | الأسنان الأمامية والخلفية |
النصيحة: إذا كان الهدف هو القوة في الأسنان الخلفية، يُفضّل الأملغم، أما في المناطق الجمالية فيُفضل الحشو المركب.
نصائح بعد حشو الأملغم
يُنصح بعدم الأكل أو الشرب خلال أول ساعتين بعد العلاج، لأن المضغ قبل أن يتصلب الحشو بالكامل قد يؤدي إلى تشوه سطحه.
قد يشعر المريض بحساسية تجاه الحرارة أو البرودة خلال الأيام الأولى، وغالبًا تختفي هذه الأعراض تلقائيًا.
المواظبة على تنظيف الأسنان بالفرشاة والخيط، وزيارة الطبيب مرتين في السنة، تُطيل عمر الحشو.
الأسئلة الشائعة
هل عملية حشو الأملغم مؤلمة؟
لا. يتم الإجراء تحت التخدير الموضعي، لذا لا يشعر المريض بالألم أثناء الحشو. بعد العلاج، قد تظهر حساسية خفيفة تستمر لبضعة أيام، وهذا طبيعي. إذا استمر الألم لفترة أطول أو شعرت بعدم الراحة أثناء العض، يُنصح بزيارة الطبيب.
هل الزئبق في حشو الأملغم ضار بالصحة؟
الزئبق في الأملغم يكون مرتبطًا كيميائيًا مع المعادن الأخرى، وبالتالي لا يُطلق زئبقًا حرًا ضارًا بالجسم. تؤكد منظمة الصحة العالمية (WHO) ونقابة أطباء الأسنان التركية أن الأملغم آمن للاستخدام لدى البالغين الأصحاء.
هل يجب استبدال حشوة الأملغم القديمة؟
إذا كانت الحشوة سليمة ولا توجد تسريبات أو تسوس، فلا داعي لتغييرها لأسباب جمالية فقط. يمكن لحشوات الأملغم أن تدوم لسنوات عديدة دون مشاكل. لكن إذا لاحظ الطبيب وجود تشققات أو تسرب أو تسوس، فقد يُوصي باستبدالها.
يتم الاستبدال بطريقة آمنة، بإزالة الأملغم القديم ووضع حشوة مركبة (بيضاء) أو خزفية بدلاً منها.
ماذا أفعل إذا سقطت حشوة الأملغم؟
في حالات نادرة، قد تنكسر أو تسقط الحشوة بعد سنوات. عند حدوث ذلك، يجب التوقف عن الأكل فورًا، والاحتفاظ بقطعة الحشو، ومراجعة طبيب الأسنان في أقرب وقت ممكن. ترك السن مكشوفًا قد يسمح للبكتيريا بالدخول ويسبب تسوسًا جديدًا.
ما البدائل المتاحة لحشو الأملغم؟
من البدائل الحديثة للأملغم: الحشوات المركبة (البيضاء)، حشوات البورسلان (Inlay/Onlay)، وحشوات الزجاج الأيونومري. جميعها تمنح مظهرًا أكثر جمالية. يحدد الطبيب النوع الأنسب بناءً على حجم وموقع التسوس.
الخبرة في مركز عمر لطب الأسنان في إسطنبول
في مركز عمر لطب الأسنان في إسطنبول، يتم تحديد نوع الحشو الأنسب وفقًا لبنية أسنان المريض واحتياجاته الجمالية.
يُقدَّم نطاق واسع من العلاجات بدءًا من الحشوات الكلاسيكية مثل الأملغم وحتى أحدث الحشوات التجميلية المركبة.
يستخدم أطباؤنا أحدث المواد والتقنيات لضمان الحفاظ على صحة أسنانكم لأطول فترة ممكنة.
