خلال النهار، وفي خضم العمل أو الانشغال اليومي، قد لا نلاحظ آلام الأسنان الخفيفة. ولكن عند الاستلقاء ليلاً على السرير، قد يتحول نفس الألم فجأة إلى ألم لا يُطاق. وأهم الأسباب لذلك هي:
زيادة تدفق الدم
عندما يكون الجسم في وضع الاستلقاء، يتدفق المزيد من الدم إلى الرأس ومنطقة الأسنان. وهذا يؤدي إلى زيادة الضغط في الأنسجة الملتهبة. ونتيجة لذلك، تُحفَّز أعصاب الأسنان أكثر ويزداد الألم.
الهدوء وزيادة التركيز
خلال النهار، تقلل المؤثرات الخارجية والأصوات والانشغالات من الإحساس بالألم. أما في الليل ومع سيادة الصمت، يركز الدماغ بشكل أكبر على الألم، مما يجعله يُشعَر به وكأنه أشد.
انخفاض هرمون الكورتيزول
الكورتيزول هو الهرمون الطبيعي المضاد للالتهاب في الجسم. يكون مرتفعاً خلال النهار ومنخفضاً في الليل. انخفاضه يعني ضعف مقاومة الجسم للألم في المناطق الملتهبة.
وضعية النوم والضغط
عند النوم ورأسك موازي للأرض، تمتلئ الأوعية الدموية حول الأسنان مسببة ألم نابض. لذلك، قد يخف الألم قليلاً عند الجلوس أو الاستلقاء بوضع شبه قائم.
درجة حرارة الجسم وحساسية الأعصاب
ترتفع درجة حرارة الجسم ليلاً. هذا الارتفاع يزيد النشاط الأيضي في المناطق الملتهبة ويجعل نهايات الأعصاب أكثر حساسية، مما يقوي الإحساس بالألم.
التأثير النفسي والقلق
عندما يبدأ الألم ليلاً، يزداد القلق مثل: “هل سأتحمل حتى الصباح؟”. هذا التوتر يزيد من إحساس الدماغ بالألم.
أهم أسباب ألم الأسنان الليلي
1. التسوس (Dental Caries)
قد لا يُكتشف تسوس الأسنان في مراحله المبكرة. ولكن عندما يتطور ويصل إلى اللب (طبقة العصب في السن) يظهر ألم نابض خاصة في الليل. وإذا لم يُعالج قد يتطلب علاج عصب (قناة الجذر).
2. أمراض اللثة (Gingivitis وPeriodontitis)
التهابات اللثة تؤثر على الأنسجة المحيطة بالسن. في الحالات المتقدمة، قد تتشكل بؤر التهابية في جذر السن، مما يسبب ألماً ليلياً وربما فقدان الأسنان.
3. الخراج
من أخطر الأسباب. يحدث بسبب تجمع صديد في طرف الجذر. أعراض الخراج:
- ألم نابض شديد
- تورم في الخد
- حمى وضعف عام
- إذا لم يُعالج الخراج، قد تنتشر العدوى إلى الدم وتشكل خطراً على الحياة.
4. صرير الأسنان (Bruxism)
قد يضغط الشخص أسنانه ليلاً دون وعي، مما يجهد عضلات الفك ويسبب حساسية في الأسنان. الاستيقاظ بصداع صباحي علامة شائعة لصرير الأسنان.
5. آلام ناتجة عن التهاب الجيوب الأنفية
قد يمتد التهاب الجيوب إلى الأسنان العلوية. المريض يظن أن “السن يؤلمه” بينما السبب الحقيقي هو التهاب الجيوب، والذي يظهر خاصة عند الاستلقاء.
حلول إسعافية منزلية لألم الأسنان الليلي
تذكّر: هذه الطرق توفر راحة مؤقتة. أما السبب الرئيسي فيجب أن يعالجه طبيب الأسنان.
1. المضمضة بالماء الدافئ والملح
- له تأثير مطهر.
- يخفف من تورم اللثة.
- سهل التحضير: نصف ملعقة صغيرة ملح في كوب ماء دافئ.
2. كمادات باردة
- تطبيق الثلج على الخد لمدة 15 دقيقة يضيق الأوعية ويخفف الألم.
- لا تضع الثلج مباشرة على الجلد، بل لُفّه بقطعة قماش.
3. استخدام مسكنات الألم
- الباراسيتامول والإيبوبروفين الأكثر شيوعاً.
- لكن لا تضع الأسبرين على السن مباشرة، فقد يحرق اللثة.
4. تغيير وضعية النوم
- ارفع رأسك بعدة وسائد.
- هذا يقلل الضغط الدموي ويخفف الألم النابض.
5. دعم طبيعي: زيت القرنفل
- يحتوي على الأوجينول الذي يعمل كمخدر موضعي.
- ضع قطرة على قطعة قطن وامسح بلطف حول السن، لا مباشرة عليه.
6. كمادات الشاي الدافئ
- أكياس الشاي الأسود تحتوي على التانين الذي يقلل الالتهاب.
- انقع الكيس في ماء دافئ لبضع دقائق ثم ضعه على السن.
7. النعناع أو الثوم
- أوراق النعناع قد تعطي إحساساً بالبرودة.
- الثوم المهروس مضاد طبيعي للبكتيريا؛ لكن لا يوضع مباشرة على اللثة.
متى يجب مراجعة طبيب الأسنان فوراً؟
طرق مثل المضمضة بالملح أو كمادات الثلج أو زيت القرنفل توفر راحة مؤقتة. ولكن في بعض الحالات، الانتظار في المنزل قد يؤدي لتفاقم العدوى ومخاطر صحية خطيرة.
إذا ظهرت إحدى هذه العلامات، يجب مراجعة طبيب الأسنان فوراً:
ألم شديد ومستمر
- إذا استمر الألم أكثر من يومين
- لم يخف رغم المسكنات
- قد يشير ذلك إلى التهاب أو موت العصب. العلاج قد يتطلب علاج عصب.
تورم في الخد أو اللثة
- يصاحبه ألم نابض
- يزداد يوماً بعد يوم
- علامة على خراج يحتاج لعلاج فوري لتجنب انتشاره للدم.
حمى، ضعف وتضخم الغدد اللمفاوية
- تعرق ليلي
- انتفاخ العقد اللمفاوية في الرقبة
- دلالة على انتشار العدوى في الجسم، ما يشكل خطراً جدياً.
صعوبة في البلع أو التنفس
- يحدث في خراج الفك السفلي.
- إذا امتد الالتهاب للحلق، قد يسد مجرى التنفس.
- هذا يشكل خطراً على الحياة ويستدعي التوجه للطوارئ.
كسر أو إصابة في السن
- بعد سقوط أو حادث أو قضم جسم صلب
- إذا تغير لون السن فجأة
- قد يدل على موت العصب. التدخل السريع ضروري لإنقاذ السن.
تسوس متقدم أو مشاكل في الحشوات
- إذا سقطت الحشوة
- أو وصل التسوس إلى العصب
- يزداد الألم ويصبح لا يُحتمل خاصة ليلاً.
نزيف ومشاكل اللثة
- نزيف اللثة بشكل تلقائي
- وجود صديد في اللثة
- علامة على أمراض متقدمة كالـ Periodontitis قد تؤدي لفقدان الأسنان.
ألم شديد بعد خلع أو عملية سنية
- عادة يختفي الألم بعد الخلع خلال يومين.
- إذا ظهر ألم نابض يزداد فقد يكون “التهاب الحُفرة الجافة (Dry socket)” ويحتاج تدخل الطبيب.
نصائح الخبراء للوقاية من ألم الأسنان الليلي
- تنظيف الأسنان بانتظام: مرتين يومياً على الأقل لمدة دقيقتين.
- معجون أسنان يحتوي على الفلورايد: يقلل خطر التسوس.
- خيط الأسنان أو جهاز تنظيف مائي: ضروري لتنظيف الفراغات بين الأسنان.
- فحوصات منتظمة: زيارة طبيب الأسنان كل 6 أشهر.
- واقي ليلي: فعال ضد صرير الأسنان.
- نظام غذائي صحي: تجنب الحلويات خاصة قبل النوم.
الأسئلة الشائعة (FAQ)
هل يزول ألم الأسنان الليلي من تلقاء نفسه حتى الصباح؟
لا. غالباً يستمر حتى الصباح، وقد يخف مؤقتاً لكنه يعود ما لم يُعالج السبب.
هل من الصحيح تناول المضاد الحيوي؟
لا. يجب استخدام المضادات فقط بوصفة الطبيب، فالاستخدام الخاطئ يسبب مقاومة بكتيرية.
هل زيت القرنفل علاج نهائي؟
لا. هو فقط يوفر راحة مؤقتة، وليس حلاً دائماً.
هل يمكن استخدام المسكنات باستمرار؟
لا. الاستخدام الطويل قد يضر المعدة والكلى.
هل يجب مراجعة الطوارئ عند ألم الأسنان الليلي؟
إذا كان الألم شديداً مع تورم، نعم يمكن مراجعة الطوارئ. ولكن العلاج الجذري بيد طبيب الأسنان.



