الماء الوردي أو الأحمر الذي تراه في المغسلة أثناء تنظيف أسنانك…
آثار الدم التي تبقى عندما تعض تفاحة…
نزيف اللثة عند استخدام خيط الأسنان…
كل هذه الأمور قد تُعتبر “شيئاً يحدث للجميع”، لكنها في الواقع قد تكون إشارة إنذار من فمك.
في هذا المقال، سأشرح أسباب نزيف اللثة، ومتى يكون خطيراً، وما يمكنك فعله في المنزل، وخيارات العلاج بطريقة مفصلة وسهلة الفهم.
ما هو نزيف اللثة؟
نزيف اللثة هو نزيف يحدث نتيجة التهاب، تهيّج، إصابة ميكانيكية أو مرض جهازي في أنسجة اللثة.
غالباً ما يظهر النزيف عند:
- تنظيف الأسنان بالفرشاة
- استخدام خيط الأسنان
- عض شيء صلب
- وأحياناً دون سبب واضح (نزيف عفوي)
نزيف بسيط لمرة واحدة قد لا يكون مقلقاً، ولكن النزيف المتكرر أو المستمر أثناء تنظيف الأسنان غالباً ما يكون العلامة الأولى لالتهاب اللثة.
“يحدث للجميع” لكنها ليست حالة طبيعية
أكثر خطأ شائع هو التفكير التالي:
“لثتي تنزف، لكن هذا يحدث للجميع، فلا بأس…”
لا، اللثة السليمة لا تنزف بسهولة. نزيف اللثة يعني أن هناك:
- التهاب في الأنسجة
- تراكم للبكتيريا (البلاك)
- ضعف في الأنسجة
أي أن النزيف هو إشارة من جسمك تقول: هناك مشكلة، انتبه!
أكثر أسباب نزيف اللثة شيوعاً
نظافة الفم غير الكافية أو غير المنتظمة
السبب الأكثر شيوعاً هو سوء العناية اليومية بالفم مثل:
- تنظيف الأسنان مرة واحدة فقط يومياً
- عدم استخدام خيط الأسنان
- عدم استخدام غسول الفم أو استخدامه بطريقة خاطئة
- تنظيف سطحي أو سريع للأسنان
كل ذلك يؤدي إلى تراكم البلاك، الذي يسبب التهاب اللثة (التهاب اللثة – Gingivitis)، وأول علاماته النزيف.
التنظيف القاسي أو الخاطئ بالفرشاة
يعتقد البعض أن “كلما نظفت بقوة، أصبحت الأسنان أنظف”، لكن العكس صحيح:
- استخدام فرشاة خشنة
- تحريك الفرشاة بقوة أفقياً
- الضغط على اللثة أثناء التنظيف
كل هذا يؤدي إلى تهيج اللثة ونزيفها وانحسارها.
تراكم الجير (التكلسات)
عندما لا تتم إزالة البلاك، يتصلب بمرور الوقت ويتحول إلى جير (تكلسات الأسنان).
- يضغط الجير على حافة اللثة
- يحتوي على بكتيريا كثيرة
- يسبب التهاباً مزمناً في اللثة
وهو ما يؤدي إلى لثة حمراء متورمة تنزف بسهولة.
التغيرات الهرمونية (الحمل، البلوغ، الدورة الشهرية)
في حالات مثل:
- الحمل (التهاب اللثة الحملي)
- فترة البلوغ
- الأيام السابقة للدورة الشهرية
- العلاج الهرموني
تزداد حساسية اللثة، ويمكن أن تؤدي نفس كمية البلاك إلى نزيف أشد.
التدخين
من المثير للاهتمام أن التدخين قد يخفي النزيف لأنه:
- يقلل تدفق الدم في اللثة
لكن في الواقع، يزيد التدخين من سرعة تدهور أمراض اللثة، حتى لو لم يكن هناك نزيف ظاهر.
نقص الفيتامينات (خصوصاً فيتامين C و K)
- نقص فيتامين C يضعف الأنسجة ويجعل اللثة أكثر عرضة للنزيف.
- فيتامين K ضروري لتخثر الدم، ونقصه يطيل مدة النزيف.
الأدوية
بعض الأدوية مثل:
- مميعات الدم
- أدوية ضغط الدم
- العلاجات المضادة للتخثر
قد تزيد من نزيف اللثة. لذلك يجب إبلاغ طبيب الأسنان والطبيب المعالج دائماً.
الأمراض الجهازية
أحياناً يكون النزيف علامة على مرض عام مثل:
- السكري
- أمراض الدم
- ضعف المناعة
نزيف اللثة ليس مجرد مشكلة جمالية
إهمال نزيف اللثة قد يؤدي إلى:
- انحسار اللثة
- تآكل العظم الداعم للأسنان
- حركة الأسنان أو سقوطها
كما أظهرت الدراسات أن الالتهاب المزمن في اللثة يرتبط بـ:
- أمراض القلب والأوعية الدموية
- صعوبة ضبط السكري
- مشاكل الحمل مثل انخفاض وزن الجنين عند الولادة
متى يكون الأمر خطيراً ويحتاج إلى طبيب؟
راجع طبيب الأسنان فوراً إذا كان لديك:
- نزيف لثوي عفوي دون تنظيف
- نزيف مستمر ومتكرر
- تورم واحمرار أو تغير لون اللثة
- رائحة أو طعم سيئ في الفم
- حركة الأسنان
- إفراز صديد من حافة اللثة
- ألم أو تورم في الوجه أو الفك مع النزيف
ما يمكنك فعله في المنزل
اختيار الفرشاة المناسبة
- اختر فرشاة ناعمة أو متوسطة النعومة.
- غيّر الفرشاة كل 3 أشهر.
تقنية التنظيف الصحيحة
- ضع الفرشاة بزاوية 45 درجة على اللثة.
- استخدم حركات دائرية ناعمة، لا حركات أفقية قوية.
- نظّف الأسنان مرتين يومياً لمدة 2–3 دقائق.
استخدام خيط الأسنان وفرشاة ما بين الأسنان
يجب استخدام الخيط مرة واحدة يومياً على الأقل. قد يزيد النزيف في البداية لكنه يتحسن مع الاستمرار.
غسول الفم
يساعد غسول الفم كمكمل بعد تنظيف الأسنان، لكن لا يمكنه إزالة الجير. استخدمه فقط حسب توصية الطبيب.
الإقلاع عن التدخين وتقليل السكر
التدخين يبطئ شفاء اللثة، والسكر يزيد من تراكم البلاك. التقليل منهما يحسن صحة الفم بشكل كبير.
العلاج عند طبيب الأسنان
الفحص والتشخيص
يقوم الطبيب بفحص:
- لون وشكل اللثة
- كمية البلاك والجير
- عمق الجيوب اللثوية
- ثبات الأسنان
وقد يطلب صورة أشعة لتقييم فقدان العظم.
تنظيف الجير (Scaling)
يُزال الجير باستخدام أدوات خاصة. هذا يقلل الالتهاب بسرعة، وقد يسبب حساسية خفيفة مؤقتة.
تنظيف عميق (تسوية سطح الجذر)
إذا كان الالتهاب متقدماً، يتم تنظيف الجيوب اللثوية بعمق وإزالة الترسبات من الجذر لتسهيل التصاق اللثة بالسن مجدداً.
العلاجات المتقدمة
- العمليات الجراحية
- العلاجات التجديدية للعظم
- ترقيع اللثة
العلاقة بين نزيف اللثة والصحة العامة
الالتهاب المزمن في اللثة قد يرتبط بـ:
- أمراض القلب والأوعية الدموية
- صعوبة السيطرة على السكري
- مضاعفات الحمل
الأسئلة الشائعة
هل يجب أن أتوقف عن تنظيف أسناني إذا كانت لثتي تنزف؟
على العكس تماماً. يجب الاستمرار بالتنظيف بخفة وبانتظام، لأن التوقف يزيد الالتهاب سوءاً.
هل غسول الفم وحده يكفي؟
لا، غسول الفم لا يزيل الجير أو البلاك. هو فقط علاج مساعد وليس بديلاً عن التنظيف بالفرشاة والخيط.
أنا حامل ولثتي تنزف، هل العلاج آمن؟
نزيف اللثة أثناء الحمل شائع بسبب الهرمونات. يمكن إجراء تنظيف اللثة بأمان عادة خلال الثلث الثاني من الحمل، بعد استشارة طبيب الأسنان وطبيب النساء.
أستخدم مميعات الدم، هل هذا سبب النزيف؟
قد تزيد مميعات الدم النزيف، لكنها ليست السبب الوحيد. أخبر طبيبك عن الأدوية، ولا توقفها دون استشارة.
هل يختفي نزيف اللثة من تلقاء نفسه؟
نادراً، إلا إذا كان بسبب إصابة بسيطة. أما النزيف المتكرر أو المصحوب بالاحمرار والرائحة فهو يحتاج إلى فحص وعلاج مهني.
لا تستهِن بنزيف اللثة
نزيف اللثة قد يحدث للجميع، لكنه ليس أمراً طبيعياً.
- نظافة فموية صحيحة ومنتظمة
- تنظيف مرتين يومياً على الأقل
- زيارة طبيب الأسنان كل 6 أشهر
- إزالة الجير بانتظام
كلها خطوات أساسية للحفاظ على ابتسامة صحية.
إذا لاحظت دماً أثناء تنظيف أسنانك، لا تتجاهل ذلك، بل اعتبره إشارة من جسمك تحتاج إلى اهتمام.
